السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أُصلّي على المختار --- محمد خير البرايا كامل الأنوار
كريم الأبويـن جَـلَّ من نسبٍ --- أَصيلُ الجَدَّين، من وهبٍ ومُضَّار
قريش افرحي وابتهجي يا يثرب --- جاء الأمين بعد صبرٍ وانتظـار
من أَرض مكّـة كـان مَنْبَتَـه --- سُمّي اليتيم ويا له من فخـار
عَـاله جَـدُّه ،وبعد ذلك عَمّـه --- وكابد فقراً ، فكان عابداً صبّار
في الصبا كـان للغنـم راعيـاً --- وفي الشبـاب ، واكَبَ التجّار
تزوّج خديجة رأى بها حصناً له --- عند الشدائد كانت سياجاً وجدار
تعبّد إلى الرحمان، وتَبتـّل له --- وقضى ليالي طويلة وحده بالغار
جاءه الوحـي، فقال له اقـرأ --- فقال لست بقارئٍ، وأَجرى حوار
فقال لـهُ اقـرأ وربّـكَ الأَكـرمٌ --- قُم وأنذز وصلّ لربّه ليل نهـار
طلـع البدرٌ من ثنايا وداعٍ --- فجاء برسالةٍ، الإسلام لها شعار
أَركانها خَمسٌ لمن أَراد هدايةً --- شهادتان، صلاة صوم زكاة ومزار
يدعو إلى الهدى والخير والتقوى --- وللزُهد، والذكر بالليل والأسحار
لَقَّبوه الأمينُ وكُلِّ الناس تعرفه --- بالبِرِّ والصِدق، فَهوَ من الأخيار
أَسـرى بـه الإلهُ إلى قُدسـه --- بليلةٍ، كانت حُجَة وحسن جوار
أَمَّ النبيّيـنَ في صلاتـهِ كُلّها --- فكان بينهم كَمِعصَمٍ بسـوار
عُـرِّجَ لسبعٍ وما فوق الثـرى --- برفقة روح القدس حامل الأسرار
قَرَّبَـهُ رَبُّ العالميـن لِعرشـهِ --- وكَلّفهُ بصلوات خَمْسٍ بليلةٍ ونهار
فَعاد قرير العيـن بعد رحلـةٍ --- لم يكُـن له بها نِيَّـَةٌ وقـرار
ففِـراشه لم يَفقِد شيئاً من دِفئهِ --- وما نالهُ نَصَبُ ولا اعتراه دوار
فَأتى بوصايا لم يأتِ بها قبلـه --- نبيّ ورسول، في سائر الأمصار
فغَدت دستوراً بالمكارم زاخـراً --- يهدي إلى الُرشد والرفق بالجار
صُوموا وصَلّوا وحِجّوا وطوفوا --- وجاهدوا للـه، واعبدوا القهَّـار
رُدُّوا الأمانة،واعدلوا إذا حكمتم --- واكفلوا اليتامى، وأَطعموا للسبيل عَبّار
بِرّوا الوالدين وعلى المسكين حُضّوا --- وأَكرموا الضَيف، وأَحسنوا لغريب دار
وحَقُّ الأسير، أَنْ تُعامِلوه برحمةٍ --- وفَكُّ الرِقـاب، تَقَرّباً للخالق الجبَّـار
تحابُّوا،وأَفشوا السلامَ فيما بينكم --- ولا تُجادلوا أَهل الكتاب بفظاظةٍ وضِرار
وبـِرّوا وودّوا لمن أَراد تَودّداً --- وقاتلوا مَنْ أَخرج مُسلماً من دار
كُتِبَ الجهادُ على المسلمين فريضةً --- لنصرةِ دِينٍ ودفعِ غَزوٍ وضِرار
فلا تهنوا في الحق ولا تتخاذلوا --- وقاوموا الظُلم وكرّوا كَرَّ مغوار
مُؤمن ق**وّيٌ خَيرٌ من مؤمن ضعيفٍ --- أَو يَكُن ذَليلاً وعَليه عَارٌ وشَنار
دافعـوا عن الدين لا إكـراه فيـهِ --- وتبتلوا لله، وعِيشوا بصحبة الأبرار
وقف الخلق يـوم القيامة يشكو --- من شدة الحَـرّ ومرارة المشوار
فأَسقيتهم بكفِكَ شُربةً من كَوثَـرٍ ---
فكنت للظامئين مقصداً وللعاجزين عوناً --- وللتائهين مساعداً ومُرشداً لمسار
فحباكَ ربّي من ثناياه مكارماً --- تفرّدت أَنت بها يا سيـد الأبـرار
وأَتت أُممٌ تبحث عـن مُنقذٍ لها --- فأَعرض عنها
كـلُّ نَبـيٍّ قـال يا ربِّ نفسي --- فقلت أُمَّتـي أُمَّتـي ،
خَصّصتَ بكرامة لم ينلها بَشَرٌ --- فكانت " شفاعة " ونعم عقبى الدار
وقفت ببابك ربي، أرجو أَنْ تكرمني --- بشفاعة حبيبك الرسول المُختـار
بقلم : عبد القادر اللبّان
فى أمان الله ورعايته♥♥