لاشك أن القرآن الكريم هو دستور حياتنا، وقد
أمرنا الله بتلاوته والتعبد به قال تعالى:
(إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِى
حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
(91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ) (النمل:91،92) ولكن
نرى كثيرًا من الناس لا يتلونه إلا فى المآتم وفى
رمضان، وقال تعالى فى سورة الفرقان: (وَقَالَ
الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)، فأين نحن من القرآن، وأين نحن من
تعليم أبنائنا القرآن وأحكام القرآن وآداب
القرآن، إن كثيرًا من الآباء والأمهات نجدهم
يهتمون بأبنائهم ويحضرون لهم من يلقنهم
الدروس الخصوصية، وينفقون من أجل ذلك أموالاً
طائلة ولا نجد من يهتم بتحفيظ أولاده القرآن
الكريم إلا من رحم ربى، ياليت الأمر يقف عند
هذا الحد فحسب، بل إن بعض من يحملون القرآن
تجدهم لا يأتمرون بأوامره ولا ينتهون بنواهيه
وكأنهم لا يحملون كلام رب العالمين، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "من أراد الدنيا فعليه
بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن
أرادهما معًا فعليه بالقرآن". صدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
انواع هجره القرآن
1.هجر سماعه وتلاوته:
"وهو أن تهجر القرآن بالكليةفلا تتلوه ولا تستمع إليه"
- لا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرم هجره ويجب تعاهدهو تلاوته إلا القرآن الكريم، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب.
- وقدأثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة
فقال: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آياتالله آناء الليل وهم يسجدون }
[آل عمران: 113].
- وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن، فقد بحث العلماء مسألة: في كم يقرأ القرآن، وقالوا: "يكره للرجل أن يمرعليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن".
والبعض بالشهور ؟!
2.هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه:
- يحرم هجر العمل بالقرآن الكريم، لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده.
فلا يجوز ترك العمل بالقرآن، فإن العمل به هوالمقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله.
3.هجر تحكيمه والتحاكم إليه:
- أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن.
- فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره.
4.هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:
- تدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، قال تعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته } [ص: 29]. وقال أيضاً: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}[محمد: 24].
وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه.
5
.هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان: