أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=96740
30475 1
#1

افتراضي فاز باللذات من كان جسورا

Share on facebook Share on twitter Share on email Share on print More Sharing Services 0

فاز باللذات من كان جسورا



هي قصة حدثت وقائعها في أوائل الثلاثينات من هذا القرن..




إنها قصة طريفة تؤكد أن قصائد الشعر يمكن أن تكون وسيلة واقعية فعالة للحب والسعادة الزوجية، ويمكن أن تمنع كثيراً عن المشاكل وعلى رأسها الطلاق..



إنها قصة سيدة مصرية كانت متزوجة من ضابط بوليس كبير، ولكن الزوج هجر زوجته فجأة وابتعد عنها وأخذ يفكر في الطلاق منها وإنها حياته الزوجية معها.
كان ذلك سنة 1934..
وفكرت السيدة التي كانت تحب زوجها أشد الحب. ماذا تفعل في هذه المحنة التي تواجهها، هل تنتظر حتى تتلقى ورقة من زوجها تقول لها: أنت طالق؟ هل تكتفي بالبكاء والدموع، ومواجهة المصيبة بموقف سلبي؟..



كانت هذه السيدة مثقفة، تقرأ بكثرة، وكانت شاعرة تكتب الشعر لنفسها، وإن لم تكن تنشره..
وعندما واجهتها المحنة، وهجرها زوجها، وأصبحت على حافة الطلاق فكرت في سلاح تقف به في وجه هذه الظروف الصعبة.
وقررت أن تستخدم سلاح الشعر..



قررت أن تكتب قصيدة تستميل بها قلب زوجها وتناقشه فيها وتدعوه للعودة إليها،وتناقشة وتدعوه للعودة إليها..
وأرسلت الشاعرة هذه القصيدة إلى إحدى المجلات الأدبية الكبرى التي كانت تصدر في مصر ووقعت القصيدة باسمها الكامل وهو: منيرة توفيق حرم الصاغ محمد ماهر رشدي مأمور بندر الزقازيق.



وجعلت الشاعرة عنوان القصيدة صريحا لا لف فيه ولا دوران، وكان هذا العنوان هو: "إلى زوجي الفاضل".



ونشرت المجلة الأدبية هذه القصيدة بعد أن وصفتها بأنها "قصيدة طريفة من الأدب النسوي الجميل".
ولم تلجأ منيرة في هذه القصيدة إلى أي رمز أو إخفاء لمشكلتها بل عرضت هذه المشكلة بشكل صريح مباشر، وبدأت قصيدتها بوصف حالة الحزن والقلق التي تعيش فيها بسبب هجران زوجها الحبيب فقالت:


طال السهاد وأرقت ... عيني الكوارث والنوازل
لما جفاني من أحب ... وراح تشغله الشواغل
وطوى صحيفة حبنا ... وأصاخ سمعا للعواذل
يا أيها الزوج الكريم .. وأيها الحب المواصل
ما لي أراك معاندي ... ومعذبي من غير طائل
لم ترع لي صلة الهوى ... وهجراني والهجر قاتل
هل رمت أن تغدو طليقاً ... لا يحول هواك حائل
أو رمت غيري زوجة؟ ... يا للأسى مما تحاول
إن تبغ مالا فالذي ... تدريه أن المال زائل
أو تبغ أصلا فالتي ... قاطعتها بنت الأماثل
أو تبغ حسناً فالمحاسن ... جمة عندي مواثل
أو تبغ آداباً فأشعاري ... على أدبي دلائل
أنا ما حفظت سوى الوفاء ... ولا ادخرت سوى الفضائل
وأنا، ولي شرف العفاف ... أعد مفخرة المنازل
فجزيتني شر الجزاء... وكنت فيه غير عادل
أنسيت عهداً قد مضى ... حلو التواصل والتراسل
أيام تبذل من وسائل ... أو تنمق من رسائل
وتبث معسول المنى ... وتمد أسباب التحايل
ولبثت تغريني بما ... تبديه من غر الشمائل
فحسبت أن الدهر أنصفني... وأن السعد ماثل
ظناً بأنك لم تكن... لا بالعقوق ولا بالمخاتل
ماذا جرى فهجرتني ... والحب شيمته التساهل
عاشرت أهل السوء ... فاقتنصوك في شر الحبائل
ومضيت تطلب بينهم... عيش المقيد بالسلاسل
ورضيت هجر خليلة ... لما تزل خير الحلائل
والله ما فكرت يوما ... في جفاك ولم أحاول
فجفوت يا قاسي الطباع ... ولم تدار ولم تجامل
فاعلم بأنك قاتلي ... والموت فيما أنت فاعل
أين المسائل والمواصل... في العشي وفي الأصائل
أين المودة في الهوى ... بيني وبينك "بالتبادل"
أين الحديث العذب منك... وأين ولي سحر بابل
إني أسائل أين عهدك ... في الهوى إني أسائل
أعلمت ما فعل النوى... بي، أم أنت ذاهل
فاربأ بنفسك وانهها ... وارجع إلى زين العقائل





وهكذا تستغل هذه السيدة فنها في تقويم زوجها والتعبير عن مشكلتها، وتحاول أن تستغل سحر الفن، بدلا من سحر الأنوثة في معالج هذا الزوج الهاجر، وهي تفعل ذلك علنا أمام الرأي العام، فتنشر القصيدة في مجلة أسبوعية معروفة وتنشر اسمها واسم زوجها في عنوان القصيدة وتعبر عن مشكلتها بصراحة ووضوح كاملين. وقد كان هذا الموقف من جانب هذه السيدة ولا شك نوعا من الجرأة شجعها عليه أن الفن له حقه الخاص، وله قيمته، فالفن يرفع مشاكل الانسان إلى مستوى أعلى، ويجعل هذه المشاكل مقبولة لدى الناس، بدلا من أن تكون مشاكل شخصية لا تهم إلا صاحبها.. إن الفن يعطي للمشكلة الخاصة عمومية لدى الناس جميعاً.
وهذا ما حدث فبعد نشر القصيدة تعاطف معها الرأي العام أشد التعاطف ووقف الرأي العام النسائي إلى جانب الزوجة الشاعرة وعبر عن رفضه لموقف الزوج وتأييده لزوجة تأييداً كاملاً.
عاد الزوج إلى زوجته بعد أن قرأ قصيدتها ولعله تأثر بالضغط المعنوي الذي مارسه الرأي العام ضده في القصائد التي نشرها اصحابها تأييداً للزوجة وهجوما على الزوج..
المهم أن القصيدة التي كتبتها الزوجة منعت الطلاق بين الزوجين وأعادت الصفاء والسعادة إلى البيت الذي كاد ينهدم.





ا



إظهار التوقيع
توقيع : صمت الورود
#2

افتراضي رد: فاز باللذات من كان جسورا

رد: فاز باللذات من كان جسورا
إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
الانثى انا دلوعة اوووى المنتدي الادبي
لَن تعشَقـي غيريِ فأنتـي . . فتأتيِ . . ! توتاية توتاية قصص - حكايات - روايات
كان النبي [صلى الله عليه و سلم ] حڸآۉة آڸرۉح السنة النبوية الشريفة
أحوال السلف فى رمضان2024.2024/أحوال السلف/ما كان يقوم به السلف برمضان2024.2024 كيوت متل التوت عدلات في رمضان


الساعة الآن 11:11 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل