أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=20653
1805 2
#1

مميز طهروا فلوبكم ولن تشبعوا من كلام الله

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما كان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن يقول مقالته البليغة :
« لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله » ؛ إلا وقد حقق ذلك عملاً وسلوكاً .
فما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه
ورثى حسان بن ثابت - رضي الله عنه - أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقال :
ضَحَّوْا بأشمطَ عُنْوانُ السُّجودِ لَهُ ... يُقطِّع الليلَ تسبيحاً وقرآنَا !
ونعتته زوجه - رضي الله عنها - فقالت : « فو الله ! لقد كان يُحيي الليل بالقرآن في ركعة » .
إن الإقبال على القرآن والانتفاع به تلاوة وتدبراً وعملاً متحقق لأصحاب القلوب الحية ، حيث قال تعالى : [ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ] ( ق :37 ) .
قال ابن القيم - رحمه الله - : « قوله : [ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ] ؛ فهذا هو المحل القابل ، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله ،كما قال تعالى : [ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ]( يس : 69-70 ) ؛ أي حي القلب .

فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال ، فيجدها كأنها قد كُتبتْ فيه ، فهو يقرؤها عن ظهر قلب »
ونبّه ابن القيم في موضع آخر إلى أن سلامة القلب من شرور النفس ومكايد لشيطان يحقق الانتفاع والتأثر بالقرآن ، فقال في مشروعية الاستعاذة عند تلاوة القرآن .
وقد قال الله تعالى : [ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ] ( الواقعة : 79 )





قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : » فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون ؛فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة «

ولما كان سلفنا الصالح أصحاب قلوب حية وأفئدة طاهرة نقية من المعاصي والمحدثات ؛ انتفعوا بالقرآن ، فظهرت آثار تلاوته من وجل القلب ، واقشعرار الجلد ، ودمع العين .
قال تعالى : [ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ] ( الأنفال : 2 ) .
وقال سبحانه : [ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ] ( الزمر : 23 ) .
وقال عز وجل : [ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ ] ( مريم :58 ) .

كما تحقق لهم العلم النافع والفقه في دين الله تعالى ، والرسوخ في علوم الشريعة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : » والمقصود أن القرآن مَنْ تدبّره تدبراً تاماً تبيّن له اشتماله على بيان الأحكام ، وأن فيه من العلم ما لا يدركه أكثر الناس ، وأنه يبيّن المشكلات ويفصل النزاع بكمال دلالته وبيانه إذا أُعطي حقه ،ولم تُحرّف كَلِمُه عن مواضعه « .
ويقول أيضاً : » ومَنْ أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله ، وتدبَّره بقلبه ؛وَجَدَ فيه من الفهم والحلاوة ، والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومة ولا منثورة «.

ويقول في موضع ثالث : » فالقرآن قد دلّ على جميع المعاني التي تنازع الناس فيها ؛ دقيقها وجليلها « .
كما حوي القرآن الكريم الرد على كل مبتدع ، كما قال تعالى : [ وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ] ( الفرقان : 33 ) .
قال مسروق - رحمه الله - : » ما أحد من أصحاب الأهواء إلا في القرآن ما يردّ عليهم ، ولكنَّا لا نهتدي له ! « .

إن انهماك طوائف من جيل الصحوة في سماع القصائد والأناشيد والتوسع في ذلك ؛ قد يوقعهم في تفريط وتقصير تجاه كتاب الله تعالى .
ولما ساق ابن تيمية - رحمه الله - مقالة الإمام الشافعي - رحمه الله - » خلّفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمّونه التغبير ، يصدون به الناس عن القرآن , فقال : « وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين ، فإن القلب إذا تعوّد سماع القصائد والأبيات والتلذذّ بها ؛ حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات .. »
ويقول في موضع آخر : « إن السُّكْر بالأصوات المطربة قد يصير من جنس السُّكْر بالأشربة ، فيصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ويمنع قلوبهم حلاوة القرآن ،وفهم معانيه وإتباعه .. » [13] .

ونختم بعبارة مؤثِّرة دوَّنها ابن القيم - رحمه الله - حيث قال :« فما أشدها من حسرة ، وأعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ،ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ، ولا باشر قلبُه أسراره ومعانيه ! » [14] .

مما رااااااااق لي .. فاللهم اجزي كاتب هذه الكلمات جنات الفردوس وتقبل منه صالح الأعمال
وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك
اللهم ذكرنا منه ما نسينا و علمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا
اللهم لا تأخذنا بما نسينا أو أخطائنا
دمتم دائما وأبدا في حفظ ورعاااية الرحمن



#2

افتراضي رد: طهروا فلوبكم ولن تشبعوا من كلام الله

رد: طهروا فلوبكم ولن تشبعوا من كلام الله

إظهار التوقيع
توقيع : ام هنا
#3

افتراضي رد: طهروا فلوبكم ولن تشبعوا من كلام الله

زادنى شرف ونور بطلتك الجميلة
دمتى بكل السعادة والخير



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فى قضية قطع طريق قليوب.. بديع للمحكمة: لم ولن نرفع السلاح فى وجه مصر سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
وكيل الأزهر: لن أستقيل ولن يرهبوني .. ولا علاقة لي بإعتقال البنات -: اللهم ارزقنى التقى اهم الاخبار - اخبار يومية
"رئيس الوزراء": مصر جزء فعال من العالم ولن ننغلق على أنفسنا لولو حبيب روحي اهم الاخبار - اخبار يومية
لم.. ولن..!! اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام
تأملات في قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى} رووية ورهوف القرآن الكريم


الساعة الآن 05:23 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل